( ( ( كمثل شجرة ) ) )

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين،
أما بعد…
جلست في حديقة عامة،
ورحت أنظر من حولي وأتأمل ما فيها من أشجار ونباتات وأزهار جميلة،
فلفت نظري وأسر فكري شجرة باسقة جميلة منتصبة في مكان مميز من الحديقة،
مدت فروعها وأغصانها في كل اتجاه بتناسق كبير وجمال بديع…
ورحت أفتش في فكري عما يمكن أن أتذكره وأفكر فيه وأنا أنظر إلى هذه الشجرة،
معان جميلة، لكنها كثيفة ومتشعبة، فبدأت بتفصيلها وترتيبها وتنسيقها لعلها تنضج في قلبي ثمرات الإيمان العظيمة التي يبحث عنها ويسعى إليها كل عاقل على وجه الأرض.
وإليك قطوفاً من تلك الثمرات…

 آية الجمال

إن هذه الشجرة تبدو وكأنها أعدت لكي تستدر أسمى الشعور في نفوسنا وتلهمنا الإعجاب بصنع الخالق الذي وهبنا نعمة الجمال. فالخالق القدير الحكيم يقدم للعقول والأفكار المدركة آية من آيات وجوده وكمال صفاته كي يؤمنوا به وبعظيم صفاته، ولو لم يشاهدوا ذاته بأعينهم، فقد شهدوا بديع صنعه، وظواهر الجمال التي بثها فيما خلق.
قال تعالى، بسم الله الرحمن الرحيم: ((وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج.)) (الحج: 5).

آية الجلال

يقول العالم الشهير "اسحاق واطسون": إن الطبيعة تحمل كتابها المفتوح…
وتسبح بحمد الله وجلاله.
بعض الأشجار الصنوبرية العملاقة في أمريكا الشمالية ممكن أن يصل طولها إلى 110متر…
أما أطول أشجار العالم فهي شجرة الغبيراء الأسترالية حيث يصل طولها إلى 150متر!!.
يقول علماء الحياة: اضخم كائن حي على وجه الأرض هو شجرة الخشب الأحمر العملاقة والتي تعيش في أمريكا الشمالية ويصل وزنها إلى 2750طن!!.
من الممكن أن يصل عمر شجرة البلوط إلى 500سنة، لكن الشجرة الأقدم في العالم هي شجرة البرستل كون، والتي تعيش في صحراء نيفادا في غرب أمريكا، حيث يقدر العلماء أعمارها بحوالي 10000سنة!!.

آيات الحكمة

النبات عالم عجيب، ولون من ألوان إتقان الصنع غريب، وما تزال الدراسات العلمية تتابع بحوثها فيه وتتقدم بدراسته خطوات واسعات، وتكتشف من خصائصه ما لم يكن من ضمن مكتشفاتها من قبل. إذ أن النبات شأنه كشأن سائر الكائنات ذات الحياة، يعيش ويتغذى ويشرب ويتنفس بل ويحس أيضاً نوع إحساس، ودرجة إحساسه واستجابته للمؤثرات الخارجية قوية وسريعة.

وإن التوافق والتلاؤم والتعايش بين النبات وبين ما يحيط به من كائنات وموجودات عجيب جداً بنظامه المعقد وبترتيبه الحكيم؛ فمن أودع هذه الشجرة خصائصها، واحكم التنسيق بينها وبين بيئتها، فكانت هذه الأشجار الباسقات، وارفات الظلال، كثيرات الأحمال، أرجلها جذور منثورة أو مفروشة، وأياديها فروع في جو الأرض منثورة أو معروشة، وثمارها وأزهارها لذة للآكلين وبهجة للناظرين، ومتعة وسرور لكل الوافدات والوافدين؟!.

يوم البعث

يقول أحد علماء النبات: كثيراً ما لفت نظري ما يحدث للأشجار المختلفة من تكيف جزئي لتلائم الجو عندما تنخفض درجة الحرارة إلى عشرين درجة مئوية تحت الصفر!، فتبدوا هذه الأشجار هامدة مجردة من الحياة طوال فصل الشتاء، حتى إذا جاءها الربيع اهتزت وربت وأخرجت من الأزهار والثمار ما يأخذ جماله بالألباب!!.

إن هذه الظاهرة التي التفت إليها هذا العالم هي عبارة عن يوم بعث وحشر مصغر أجراه الله تبارك وتعالى في الحياة الدنيا كآية جلية وبرهان ساطع على حقيقة البعث والحشر. قال تعالى، بسم الله الرحمن الرحيم: ((ونزلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جنات وحب الحصيد  والنخل باسقات لها طلع نضيد  رزقاً للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج )) (ق: 9-11).
مثل الشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة
قال تعالى، بسم الله الرحمن الرحيم: ((ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون  ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار )) (إبراهيم: 24-26).
هذا مثل ضربه الله لكلمة الإيمان وكلمة الكفر، فمثل لكلمة الإيمان بالشجرة الطيبة، اصلها راسخ في الأرض وأغصانها ممتدة نحو السماء تعطي ثمرها كل وقت بتيسير الخالق وتكوينه، كذلك كلمة الإيمان ثابتة في قلب المؤمن، وعمله يصعد إلى السماء ويناله بركته وثوابه في كل وقت؛ ومثل كلمة الكفر الخبيثة كشجرة خبيثة استأصلت من جذورها واقتلعت من الأرض لعدم ثبات اصلها، كذلك كلمة الكفر لا ثبات لها ولا فرع ولا بركة.

قال ابن الجوزي (رحمه الله):
شبه ما يكسبه المؤمن من بركة الإيمان وثوابه في كل وقت بثمراتها المجتناة في كل حين، فالمؤمن كلما قال: "لا إله إلا الله" صعدت إلى السماء ثم جاء خيرها ومنفعتها؛ والكافر لا يقبل عمله ولا يصعد إلى الله تعالى، لأنه ليس له اصل في الأرض، ولا فرع في السماء.
الإسلام
يشبه الإسلام بالشجرة، فأسم الشجرة يطلق على جميع أجزائها: من جذورها، إلى ساقها، إلى فروعها الكبرى فالصغرى، ثم إلى أوراقها والى ثمارها والى الماء الساري فيها.
فالجذور المتغلغلة في الأرض والواقعة تحت سطحها: تشبه الإيمان الذي يتغلغل في القلب، دون أن نستطيع الاطلاع عليه وكشفه بيقين.
وما يظهر من الشجرة على سطح الأرض: يشبه الأعمال التي يعملها المسلم، بوصفها أثراً من آثار الإيمان المتغلغل في قلبه.
والساق المتصل بالجذور الملاصق لسطح الأرض: يشبه إعلان الشهادتين، نظراً لاعتماد سائر ما يظهر من الشجرة عليه.
والفروع الكبرى في الشجرة: تشبه بقية أركان الإسلام الأساسية وواجباته الحتمية.
والفروع الصغيرة المتشعبة وما حولها من أوراق: تشبه سائر أحكام الإسلام، وتعاليمه وأخلاقه، وآدابه ورقائقه.
والماء الساري في جميع أجزاء الشجرة من جذورها حتى فروعها الكبرى فالصغرى فالأوراق: تشبه النية التي يلاحظها المسلم دائماً، والسارية في كل عمل يعمله، سواء كان من الأعمال القلبية أو من الأعمال الظاهرة.
والأزهار والثمار والأكل التي تؤتيها الشجرة في كل حين بإذن ربها: تشبه الغايات التي سيحصل عليها المسلم لا محالة، وهي التي يهدف إليها في عقيدته وسلوكه ونيته في أعماله.
وكل شجرة لا جذور لها، لا حقيقة لحياتها ولا ثمرة لها، وما هي إلا صورة من الصور ورسم من الرسوم، وكل عرق وفرع لا يسري فيه ماء الشجرة، لا يمكن أن يكون له نضرة ولا ثمر، وكذلك شجرة الإسلام في ذات المسلم.
قد تتعرض الشجرة للأعاصير والرياح، ولكن الشجرة الراسخة لا تزيدها الأعاصير والرياح إلا نمواً ورسوخاً، وكذلك شجرة الإسلام الراسخ في القلب، لا تزيدها الرياح الهوج إلا رسوخاً وإيماناً؛ أما الأشجار الضعيفة في جذورها، المقلقلة في أصولها، الذابلة في فروعها فأحرى بها أن تحملها الرياح والأعاصير، وتلقي بها في مكان سحيق.
إن جذور الشجرة تنقل الغذاء من الأرض إلى الشجرة فتنمو هي وتنمي شجرتها، وفروع الشجرة وأوراقها تمتص الغذاء من الشمس والهواء فتعود به حتى الجذور فتغذيها وتنميها. وكذلك شجرة الإسلام، فإن جذورها التي تمثل عقيدة المسلم تغذي سلوكه وتقومه على وفق المنهج المرسوم في الإسلام، ومثل ذلك الأعمال الصالحة الظاهرة والانخراط في سلك الصالحين يمنح العقيدة طمأنينة وغذاءً ويكسبها قوة ونماءً.

تسلم ايدك توبك جامد

مشكووووووووووووووووووورة يا نيدو
بجد معلومات جامده اوى وجديدة اشكرك بجد اوى
وجزاكى الله كل خير

تسلم ايدك يا نيدو

تسلم ايدك يا نيدو ع التوبك التحفه ده بجد جامد جدااااااااااااااااااااا

ميرسي ليكو نورتوني بجد

ميرسي ليكي يا نيدو